18‏/01‏/2013


الدرس : [16] :  باب : الحقوق المتعلقة بالتركة

[ باب : الحقوق المتعلقة بالتركة ]


ثم تنفذ وصاياه لقول الحق تبارك وتعالى : ﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ﴾ [النساء -11] 
من ثلث ماله الباقي بعد التجهيز والدين ولأن الثلث بقي على حكم ملكه ليصرفه في حاجاته فقدم على الميراث كالدين,بشرطين :
1 - الوصية أن تكون في الثلث فأقل . 
2- أن لا تكون لوارث .
التعريف الاصطلاحي : الوصية الجائزة وهي تصرف بالتركة منسوباً لبعد الموت .
أما إذا كانت إلى وارث؛ توقفت على إجازة الوارثين, وكذلك إذا كانت بأكثر من الثلث,روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تجوز وصية الوارث إلا أن يشاء الورثة".
والوصية عقد مندوب إليه مرغوب فيه, ليس بفرض ولا واجب عند جمهور العلماء, فهي من التبرعات المضافة إلى ما بعد الموت. 
وإنها شرعت لمصالح العباد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى تصدق عليكم بثلث أموالكم في آخر أعماركم زيادة في أعمالكم, فضعوه حيث شئتم - وفي رواية - حيث أحببتم".
ولا ينبغي أن يوصي بأكثر من الثلث، والأفضل لمن له ذرية وأولاد صغار التقليل في الوصية، فقد روي عن الصديق والفاروق - رضي الله عنهم : " لأن يوصى بالخمس أحب إلينا من أن يوصى بالربع, ولأن يوصى بالربع أحب إلينا من أن يوصى بالثلث ". 
ولما روي في الصحيحين أن سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى عنه - قال : "جاءني رسول اللهصلى الله عليه وسلم يعودني في عام حجة الوداع من وجع اشتد بي, .
فقلت: يا رسول الله قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة, .
أفأتصدق بثلثي مالي؟ 
قال : "لا" , .
قلت: فالشطر؟ 
قال: "لا" , .
قلت: فالثلث؟ 
قال: "الثلث والثلث كثير, .
إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس" .
حكمة تقديم الوصية على الدين في القرآن : 
أسباب تقديم الوصية على الدين في النظر القرآني هي ما يأتي :
أولاً ـ لأن الوصية أقل لزوماً من الدين، فقدمها اهتماماً بها، وأخر الدين لندرته، فإنه قد يكون وقد لا يكون، فبدأ بالذي لا بد منه، وعطف الذي قد يقع أحياناً , ويؤكده العطف بأو، ولو كان الدين راتباً لكان العطف بالواو.
ثانياً ـ إن الوصية حظ مساكين ضعفاء فقدمها، وأخر الدين لأنه حظ غريم يطلبه بقوة، وله فيه مقال.
ثالثاً ـ تقديم الدين على الوصية ظاهر؛ لأن قضاء الدين فرض على المدين يجبر على أدائه في حال حياته، والوصية تطوع، والفرض أقوى .
وقد تكون الوصية معينة – ومثالها أوصى بقطعة أرض أو مبلغ معين من المال - فتقدم بهذه الحال على الإرث وقد تكون مطلقة – كأن يوصي بثلث ماله أو ربعه – وتكون بهذه الحالة بمعنى الميراث لشيوعها في التركة فيكون الموصي له شريكاً للورثة لا مقدماً عليهم فإذا زاد المال بعد الوصية زاد نصيب الموصي له وإذا نقص المال نقص نصيبه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق