الدرس : [3] : مبادئ علم الفرائض

المبادئ العشرة لعلم الفرائض ....

علم الفرائض كسائر العلوم الشرعية، وضع الفقهاء له مبادئ عشرة، ليتعرف الطالب على هذا العلم، ويتصوره قبل الخوض فيه، وهي:

أولاً - موضوعه : فهو كيفية قسمة التركة بين المستحقين.

ثانياً - استمداده : من الكتاب والسنة والإجماع.

أما الكتاب : فقد جاء في سورة النساء ثلاث آيات : تسمى آيات المواريث (( 11 و 12 و 176 )) .

وأما السنة النبوية : فقد ورد فيها طائفة من الأحاديث أختار منها ما يلي :

1 - حديث ابن عباس : « ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر» ( متفق عليه ).

2 - وحديث أسامة بن زيد : «لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم» ( رواه الجماعة إلا النسائي).

وأما الإجماع : فهو إجماع الصحابة والتابعين على أن الأخوة الأشقاء و الأخوة لأب يرثون مع الجد العصبي و أجماعهم على أن فرض الجدة الواحدة السدس، وكذلك فرض الجدتين والثلاث.

ثالثاً - فضل هذا العلم : ألا يكفيه فضلاً على سائر العلوم أن يكون الله واضعه بالتفصيل في القرآن العظيم .

رابعاً - واضعه : الشارع الذي أنشأ الشرع وهو الله سبحانه وتعالى.

خامساً - نسبته لسائر العلوم : كونه بعض علم الفقه، وأخص منه ومن الحساب، ومباين لغيرهما.

سادساً - ثمرته أو فائدته : أن تحصل لمتعلمه ملكة يكون له بها قدرة على قسمة التركة بين المستحقين بالوجه الشرعي.

ويسمى صاحب تلك الملكة العالم به: فَرَضي وفارض و فرَّاض. واصطلاحاً: فرائضي.

سابعاً - غايته : إيصال كل ذي حق حقه من التركة.

ثامناً - مسائله : قضاياه وفروعه المستخرجة من قواعده، ككون النصف للبنت.

وحسابه: قسمته؛ لأنها بعض علم الفرائض المتوقف عليها،والمراد بالحساب: تأصل المسائل والتصحيح وما يتبع ذلك.

تاسعاً- حكمه : العمل بالفرائض، واجب عند التوارث، لقول الله تعالى بعد آيتي الميراث:  }تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ  {  [النساء:13و14].

وأما تعلمه: ففرض عين على من يبين الميراث، وفرض كفاية على غيره.